العلاقات الاجتماعية بين الحاضر والماضي
زمان كانت العلاقات الاسرية مترابطة اكثر فكان الاب يأتي من العمل ليجتمع مع الام والابناء داخل البيت التي مهما تكون وارداته الاقتصادية فليس هناك من تذمر اما الان كل شخص يركض ويلهث خلف رغباته الاب خارج المنزل دائمآ اما الام مشغولة بيت العمل ومتطلبات المنزل اما الابناء فكل شخص بمكان مغاير عن الاخر اما منشغلين بالانترنت او المقاهي او مشغولين بالهاتف والاصدقاء والاولاد في تذمر دائم من الحياة ومن كل شئ رغم المحاولات الفاشلة من الاهل بأرضاء ابناءهم والعائلة لا تجتمع الا نادرآ جدآ ..
اما الاقارب فزيارتنا لهم تقتصي بالاعياد فقط ولا تجتمع العوائل الا بعزاء احد افرادهم ومنها يبدؤن بطرح السلام والتحية والاشواق والنفاق الاجتماعي المعتاد ..
السؤال هنا
(( لو كان مشتاق لهم فعلآ ويحب رؤيتهم
فما الذي يؤخره عن ذلك ؟؟ ))
فهل نصف ساعة في الشهر على اكبر تقدير
ستخلفه عن مشاريعه التي لا تنتهي ؟؟
مع الاشارة هنا الى الكم الهائل من الايات القرآنية و الاحاديث النبوية التي حثنا الله تعالى و رسولنا الكريم على صلة الرحم ..
قال تعالى: وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ
[النساء:1]
قال رسول الله : { إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال: نعم ! أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى قال: فذلك لك... }
وعن رسول الله : { من سره أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه }.
قوله تعالى: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ [محمد:23،22]
والعديد العديد من الايات والسور القرآنية فهل يتعظ ابن آدم ؟؟
لا اعتقد
اما الجيران الذي اوصانا نبينا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بسابع جار فكانوا الجيران سابقآ متآلفين وكأنهم بيت واحد اما الان فمعاذ الله فكأنهم في سباق في العدائية حتى لا يذكره بسلام والمشاكل بينهم قائمة على اشياء تافهة ..
فما الذي يحصل بالحياة فهل التفكك الاسري والعائلي والاجتماعي سمة من سمات الحياة ام ماذا ؟؟
فهل يتكرم كل من يقرأ هذا الموضوع بتصحيح وتقويم علاقاته مع الاخرين ؟؟
فهل سنراجع انفسنا ونتصل او نزور ولو عائلة واحدة من اقاربنا ؟؟
او هل سنكون عائلة بحق وجديرة بذلك اللقب ام سنقفل ابوابنا ونكمل حياتنا غير منتظرين اي تحدي مع انفسنا من خلال علاقتنا ؟؟
كل تلك اسئلة يجب ان نسألها لأنفسنا لكي نحدد مسارنا بالحياة قبل ان يأتي يوم لا نستطيع الرجوع فيه وتصحيح ما اقترفنا من اخطاء ...
أنتظر آرائكم المميزة ...